مسيرة الدمج في المدارس اللبنانية
في كانون الثاني 2012، أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي استراتيجية دمج لم تنَفَّذ في المدارس الرسمية كلها بفعل عدم توفر التمويل. إنّ مؤتمر الدمج الإقليمي الذي نُظّم كجزء من برنامج "ربط الصفوف" والذي عُقد في أبو ظبي في شباط 2013، فتح الأبواب أمام صانعي السياسات المحليين ليقوموا بمناقشات ويستفيدوا من خبرة المملكة المتحدة في هذا المجال. ونتيجة لذلك، وافق الوفد اللبناني، بمساهمة من المجلس الثقافي البريطاني نحو تطوير توفير التعليم الدامج، على اتخاذ الخطوات الضرورية لإطلاق اليوم الوطني للطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلمية يوم الاثنين 22 نيسان 2013. إضافة إلى ذلك، عُقدت سلسلة من الورش بتيسير من مستشارين بريطانيين، على مدى الأسبوع نفسه. بالتالي، وُضعت مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والتعليم العالي وبرنامج "SKILD"، والمركز التربوي للبحوث والإنماء (CERD) والمجلس الثقافي البريطاني كإطار عمل للتعاون نحو دعم الدمج في لبنان.
ووصف السفير البريطاني في لبنان طوم فلتشر في خطابه الحدث كالآتي:
أنتم تعطون الناس فرصة ليثبتوا أنفسهم. فهم لا يريدون الشفقة، بل يريدون الاحترام. من الرائع أن تنظموا هذا الحدث، وتخصصوا هذا اليوم."
على أثر هذا التحرك الرائع، نُظّم مؤتمر بتيسير من خبراء بريطانيين يوم الخميس 23 أيار 2013. وكان الهدف منه دعم تنمية الممارسة الدامجة من خلال تمكين صانعي السياسات، والممارسين، والمحترفين في لبنان من التعاون معًا.
لم يتوقف العمل الموسّع هنا. بل في العام 2014، نُظّمت الأنشطة التالية. أوّلاً، اليوم الوطني للطلاب ذوي الصعوبات التعلمية، يوم الثلاثاء 22 نيسان 2014. وثانيًا، صدر دليل للمدارس للتعامل مع الأولاد ذوي الصعوبات التعلّمية والحاجات الخاصة ووُزعت 5000 نسخة منه على المدارس عبر لبنان.
والهدف من الدليل هو مساعدة الأهل والمربّين على البحث عن مدارس ترعى الأولاد ذوي الصعوبات التعلّمية في مناطقهم. ثالثًا، نُظّمت حملة توعية خلال شهر نيسان، والهدف منها تسليط الضوء على حقوق الطلاب ذوي الصعوبات التعلّمية والحاجات الخاصة وواجباتهم. وأخيرًا، نظّم المجلس الثقافي البريطاني في لبنان وفدًا من 14 صانع سياسات للمشاركة في المؤتمر الإقليمي الثاني حول الدمج الذي عُقد بين 18 و22 أيار في مسقط، عمان.
وتسنّى للمندوبين مراجعة وتقييم وقع الزيارة الدراسية البريطانية حول الدمج على النظام اللبناني ورفع تقرير كمجموعة عن مسيرة الدمج اللبنانية منذ انعقاد المؤتمر الإقليمي الأول حول الدمج في أبو ظبي (شباط 2013) وحتى اليوم. ونتيجة لذلك، سوف يفوّض المجلس الثقافي البريطاني أستاذًا من الجامعة اللبنانية – كلية التربية ليضع ورقة بحثية حول أثر عمل الدمج في لبنان. وسوف يؤخذ لبنان كـ "نموذج يُعرَض" في المؤتمر العالمي المقبل حول الدمج – الذي سيعقَد في 8 و9 كانون الأول 2014 في دبي. وتتابع القصة، فقد وضعت المجموعة اللبنانية خطة عمل محدَّثة تشمل مجموعة واضحة من الأهداف والغايات للسنوات الآتية.
إنّ المجلس الثقافي البريطاني فخور للغاية بالشراكة القائمة مع وزارة التربية والتعليم العالي، والمركز التربوي للبحوث والإنماء (CERD)، وبرنامج "SKILD"، والمؤسسات الخاصة لناحية ضمّ الجهود والالتزام بتحقيق مجتمع وثقافة دامجين في أنحاء لبنان.
وقالت مديرة المجلس الثقافي البريطاني دونا ماكغاون "إنّ الأمر متعلق بالقيام بما يناسب وبالطريقة المناسبة".